امام المخطوفين عذرا حررتنا ولم نحررك
د.نسيب حطيط
اربعة و ثلاثون عاما،والإمام الصدر المخطوف (اليتيم)المغيب غير الغائب،الغالب غير المغلوب،الثائر والمقاوم،المفكر و الشجاع،القائد و المتواضع،المؤمن الرسالي ، اللبناني العربي الاسلامي الانساني، الكربلائي و السجاد.....
عذرا لقد قصرنا بحقك جميعا ،اعطيناك من الكلام الكثير...وقيدنا انفسنا بالخوف من الفتنة و الخوف على صادرات التفاح اللبناني...و على العلاقات العربية...فاسلمناك للجلاد وبقينا منتظرين...نعلق صورك ونردد اقوالك ولم نعمل بها كثيرا...و احترقت عائلتك بالشوق و المرض و الانتظار ،لكنها مثلك صمتت ، وسجنت نفسها بقيود مبادئك وسلوكياتك وتربيتك وصمتت ... حتى يحيا الاخرون!
لاتزال الامام المخطوف جسدا او جثمانا قبل الثورة وبعدها،مع الطاغوت القذافي وبعده..في صحراء ليبية ولبنانية ودولية...عاد معظم الاسرى احياء او شهداء..وبقيت انت أيها الحي الشهيد والشاهد.... تركناك تقصيرا ام قصورا..خوفا او ضعفا...والنتيجة الواضحة أننا لم نصل اليك.
الامام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والاستاذ عباس بدر الدين..احياء كما تقول المعلومات...وبعضها يقول بأنهم شهداء...وجدوا...ولم يجدهم احد.. لجان ووفود..كلام وعواطف ،لكنهم لم يعودوا ... و الشائعات تتوالد وتموت.
القضاء اللبناني متهم بالتقصير ،لكن المسؤولية ليست عليه وحده بل على اصحاب القضية أجمعين ،وعلى السلطة الجديدة في ليبيا ...والظاهر أننا مشغولون و تستطيع هذه القضية الإنتظار.!
هذا الكلام ليس مزايدة على احد..بل نقد للذات بالنيابة عن كل شيعي مسلم و مسيحي ولبناني و عربي وكل حر و شريف فواجب العمل لتحرير الإمام الصدر ورفيقيه، واجب كل صاحب ضمير و انسان حر..وليس واجب عائلة اوتنظيم او طائفةفقط ، لأن الامام الصدر كان للجميع بدون استثناء...للبنان لفلسطين للعرب للرسالات السماوية.. داعيا للحوار ونصرة المظلوم وعدوا للظالمين..كان للكلمة السواء والبندقية المقاومة الشريفة، اماما للمقاومين و المحرومين للضعفاء للمغلوبين على امرهم...
كان شيخا في المسجد.. و حواريا في الكنيسة..مفكرا وأنيسا للفقراء.. لايضيره أننا قصرنا في حقه ..بل يضيره اننا قصرنا بحق انفسنا..لان تقاعسنا عن تحريره.. فخاسرناه و ان توهمنا غير ذلك...والضاهر اننا نترك بعض أسرانا في السجون !
من اجل غيره شكلت المحاكم الدولية...وتغيرت اسماء المؤسسات و الشوارع و المنشآت.. وصرفت الاموال..ومن اجله لم نفعل شيئا حتى في الجنوب، لايحمل اسمه مشروع او منشأة او شارع...إلتحفنا عباءته...وجردناه....قاتلنا بسيفه وتركناه اعزلا..تحررنا بجهاده وبقي اسيرا.... استنرنا بفكره ...وتركناه في "غيابة الجب" .
والسؤال الذي نطرحه على انفسنا...امام مرآة ديننا ووطنيتنا....هل قمنا بالواجب ام نحن مقصرون ...؟ في منطق العشيرة، أنها تنتفض لحماية بنائها مهما كانوا، وتنتصر لهم ،و في منطق الاسلام ...اذا اصيب عضو من الجسد تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى..والعرب يجمعهم اما العشيرة و إما الاسلام..وفي كلا المنطقين..لم ننصر الامام الصدر و رفيقيه..في تكرار لمشهد الامام موسى الكاظم(ع) الذي بقي في سجون الظالمين معتقلا حتى استشهد ووضعت جنازته وحيدة على جسر بغداد...وشيعها بضعة انفار..سجن وحيدا وأستشهد وحيدا....و الظاهر ان الامام الصدر ورفيقيه سيكونوا كذلك في صحراء ليبيا..طالما نحن انصاره المتقاعسون !!
اطلقت اسرائيل عميد الاسرى اللبنانيين ثم عميد الاسرى السوريين..وبقي امام المخطوفين و الاسرى و رفيقيه في سجون عربية بأمر اميريكي وصهيوني وتواطئ عربي...ان لم يكن تواطئا لبنانيا و فلسطينيا..لانه ضد أسلمة لبنان بالنار و ضد التوطين و مع تحرير القدس ومع الوحدة العربية.. وضد الاقطاع...ومع الثورة الفلسطينية المؤمنة و الشريفة ،فأختطف لتسهيل صناعة السلام المشوه...ولصناعة (الاسلاميون الجدد،)اصحاب ثقافة الذبح و التكفير و تخريب الاوطان العربية و الاسلامية .
سلام عليك ايها الامام و رفيقيك يوم ولدت و ويوم تموت و يوم تبعث حيا... انت الحي و الناسون لك هم الاموات ،وعسى ان لا تفتح السفارة الإسرائيلية أبوابها بالقرب من سجنك !